منذ عشرة أيام تحديدا .. تلقيت مكالمه تليفونيه من سكرتيره نقابه الشيفات .. لتسألنى عن ماإذا كنت أعمل فى الوقت
الحالى .. حيث أن أحد المطاعم المتميزه فى حاجه إلى شيف .. وأنا على رأس قائمه المرشحين ...
فأخبرتها أننى غير مرتبط .. وطلبت منها رقم الهاتف لتحديد لقاء مع صاحب العمل ....
كان اللقاء فى إحدى المقاهى الراقيه المطله على البحر .. نزولا على رغبه من تحدثت إليه هاتفيا ...
كانوا ثلاثه من رجال الأعمال .. يمتلكون فيلا من ثلاثه أدوار .. قاموا بتحويلها إلى مطعم .. ويريدون رئيسا للطهاه على
درايه بقوائم الأكلات الشرقيه .. لإداره المطبخ ....
الحالى .. حيث أن أحد المطاعم المتميزه فى حاجه إلى شيف .. وأنا على رأس قائمه المرشحين ...
فأخبرتها أننى غير مرتبط .. وطلبت منها رقم الهاتف لتحديد لقاء مع صاحب العمل ....
كان اللقاء فى إحدى المقاهى الراقيه المطله على البحر .. نزولا على رغبه من تحدثت إليه هاتفيا ...
كانوا ثلاثه من رجال الأعمال .. يمتلكون فيلا من ثلاثه أدوار .. قاموا بتحويلها إلى مطعم .. ويريدون رئيسا للطهاه على
درايه بقوائم الأكلات الشرقيه .. لإداره المطبخ ....
عرفت منهم أن المطعم يعمل بالفعل منذ مايقرب من العام .. ولكنهم على خلاف مع الشيف الحالى ويريدون إستبداله ..
طلبت منهم عشره ألاف يورو شهريا .. كراتب لى .. ولطاقم العمل الخاص بى .. والمكون من أربعه من الطهاه .. وثلاثه
من المساعدين .. فوافقوا ...
ولكنى أخبرتهم أننى أريد أن أرى أولا كيف يعمل المطعم .. حتى أستطيع تحديد نوعيه الطعام التى تتلائم مع رواده ..
لأن تغيير طاقم المطبخ بالكامل .. وتغيير قائمه الطعام كلية .. قد يؤدى إلى فقدان المطعم لرواده الدائمين ...
لأن تغيير طاقم المطبخ بالكامل .. وتغيير قائمه الطعام كلية .. قد يؤدى إلى فقدان المطعم لرواده الدائمين ...
وطلبت منهم ألا يصارحوا رئيس الطهاه بحقيقتى .. وأن يقدموننى له على أننى أحد معارفهم .. فى حاجه ملحه للعمل ..
ويتركوننى بضعه أيام لأشاهد كيف تجرى الأمور .. ثم نعاود اللقاء لنتفق على موعد وطريقه إستلامى للعمل ..
ويتركوننى بضعه أيام لأشاهد كيف تجرى الأمور .. ثم نعاود اللقاء لنتفق على موعد وطريقه إستلامى للعمل ..
لا أدرى إن كان هذا هو أغبى قرار إتخذته فى حياتى .. أم أن أغبى قرار فى حياتى .. لم أتخذه بعد ...
أخبرت موظفه الإستقبال أننى قد حضرت لمقابله كبير الطهاه للعمل فى المطبخ .. تحدثت بضع دقائق فى الهاتف .. ثم
إصطحبتنى إلى الأسفل .. وأجلستنى فى صالون صغير خارج المطبخ .. وطلبت منى الإنتظار ...
لم تمضى سوى دقائق وحضر الشيف .... كانت إمرأه على مشارف الأربعينات .. نحيفه للغايه .. أنيقه فى ملابسها البيضاء
النظيفه .. تبدو مرهقه ولكنها بشوشه ....
النظيفه .. تبدو مرهقه ولكنها بشوشه ....
رأيت فى عيناها أننى غير موضع ترحيب .. وأستطعت أن أفهم أنها لاتريد غرباء يعملون معها .. ويطلعون على أسرار
عملها .. وخاصة وإن كانوا من طرف أصحاب العمل .. لأن ذلك يعنى بالتأكيد أننى سوف أتجسس عليها لصالحهم ...
سألتنى عن خبرتى فى العمل .. فأخبرتها أننى قد عملت مساعدا .. وأستطيع تولى قسم السلطات .. فطلبت منى أن أعود
فى السادسه مساء .. لإستلام العمل ...
كنت على يقين من أنها سوف تفعل مابوسعها حتى أترك العمل وألوذ بالفرار ... فقد قسمت ساعات عملى على ورديتين ..
أربع ساعات فى الظهيرة .. ومثلهم فى المساء .. حتى ترهقنى ذهابا وإيابا .. ثم أسندت إلى مهمه إحضار إحتياجات المطبخ
من المخزن .. والذى صادف انه يقع فى عماره بالشارع الخلفى .. وكنا فى فصل الشتاء .. والبرد قارص .. وكان على
الذهاب إلى هناك .. عشرات المرات فى اليوم الواحد .. لحمل الصناديق الثقيله وتفريغها وتزويد المطبخ بما يحتاجه منها ..
لم يضايقنى ذلك .. فقد كنت لأفعل نفس الشئ لو كنت فى مكانها .. المهم عندى هو أن أكتشف أخطاؤها .. وأصل إلى سبب
عدم رضاء أصحاب العمل عنها .. ورغبتهم فى الإستغناء عن خدماتها ...
الأمر الذى لم يكن ليحتاج منى غير يوما واحدا من العمل معها .. أو يومين على الأكثر ....
ولكنى .. وبعد أن قضيت سبعه أيام كامله فى مطبخها .. لم أستطع أن أجد خطأ واحدا ...
كانت إنسانه هادئه جدا .. راقيه فى معاملاتها .. تحترم الجميع .. والجميع يحترمونها .. طاقمها كله من الفتيات .. كل
واحده فى قسمها .. تعرف مالها وماعليها .. مطبخ نظيف وهادئ .. لا ضجيج ولا صياح .. العمل يسير فى سلاسه ..
الأهم من كل ذلك .. أنها قد إختارت المطبخ التركى .. بجميع أطباقه الرائعه .. وتخصصت فيه .. فأصبحت من القلائل
الذين يتقنون هذا النوع من الطعام .. حيث أنها عاشت فى تركيا فتره طويله .. وتزوجت من رجل تركى .. وزوجها هو
مدير المطعم .. وهو الذى يحضر لها التوابل التركيه اللازمه لعملها ...
إحترت فى الأمر .. فإتصلت بواحد من أصحاب العمل .. وأخبرته بأننى لا أجد أى عيب فى المطبخ .. أو فى كبيرة الطهاه ..
فأخبرنى أن مشكلتهم تكمن مع مدير المطعم .. ويريدون طرده .. ولكنهم يخشون أنه سوف يأخذ زوجته معه ....
لم أصدق ماأسمعه ... وطلبت منه أن ألتقى معهم فى السادسه من مساء اليوم التالى .. لأبلغهم قرارى ...
كنت قد عزمت على التحدث معها أولا ... أحسست أن من حقها أن تعرف مايحدث ... المهنيه تحتم على أن أساعد
زميله تقوم بواجبها على أكمل وجه ... بلا تقصير أو إهمال ...
طلبت منها أن نجلس سويا لنتحدث .. أخبرتها الحقيقه كاملة .. وأخبرتها أننى لن أقبل عرض أصحاب العمل ... لأننى
أرى أنها تقوم بعمل رائع .. ومتميز .. وأن نجاح هذا المكان وشهرته .. قائم على مجهوداتها هى .. وعلى إخلاصها
وتفانيها فى عملها .. وعلى أطباقها الرائعة ... وعلى حسن إدارتها .... وأنه سيكون من المؤسف كل الأسف .. أن يذهب
كل ما قامت ببنائه على مدار عام كامل .. هباء ...
وطلبت منها أن تجلس مع أصحاب العمل .. وتجد حلا لمشكلتهم مع زوجها .. وأن تحافظ على النجاح الذى حققته ...
وقمت بتوديعها فى نفس الصالون الصغير الذى قابلتها فيه لأول مره ... وأخبرتها أنه كان شرف لى العمل معها ...
عدت إلى منزلى ... وإتصلت بصديقى .. رئيس نقابه الشيفات .. وأخبرته بالقصه كاملة .. وأخبرته بقرارى ..
كانت زوجتى تستمع للحديث .. وقد إشتاطت غضبا ....
كانت ترى أننى لا أخذ فى الإعتبار حاجه الأسره إلى الدعم المادى المتواصل .. وأننى أعيش فى مثاليه وهميه لم يعد
لها وجود ... وأن الناس تحترم صاحب المال وليس صاحب المبادئ ... وأن واجبى كرب أسره أن يكون إيمانى ..
وحرصى .. هو أن يكون لى عمل دائم يلبى إحتاجاتنا الماديه .. فالمبادئ لا تطعم الأفواه الجائعه .. ولا تدفع إيجار
المنزل .. ولا تسدد الفواتير المتأخره ...
لم تكن المره الأولى التى نتشاجر فيها لنفس السبب ... فقد كنت دائم الخلاف مع أصحاب العمل .. وكنت دائم التنقل من
عمل لأخر ... لأسباب متعدده ....
ذهبت إلى الموعد ... أخبرت أصحاب المطعم بقرارى .. ورجوتهم ألا يفرطوا فى رئيسه الطهاه .. وأن يجدوا حلا لمشكله
زوجها ... إن كانوا يريدون المحافظه على المكانه التى وصل اليها مطعمهم .....
تذكرت وأنا عائدا إلى منزلى .. كلمات أمى رحمها الله .. أنت فاشل .. أخواتك عملوا لنفسهم حاجه وأنت لأ ....
أمى كانت على حق ... وزوجتى على حق ... ولكنى لا أستطيع أن أتغير ..
هكذا وجدت نفسى .. على قدر محدود من الذكاء .. لا يسمح لى بغهم الأشياء إلا بمعايير باليه .. قد عفا عليها الزمن ...
ولكنى عندما أضع رأسى على الوساده ليلا .. أقول لنفسى .. اليوم لم أظلم أحدا .. شكرا لله ...
فقط على أن أتذكر هذه المرة .. عندما أحصل على عمل ... أن أشترى سريرا صغيرا .. أضعه فى غرفه المكتب ...
فلم أعد أتحمل النوم على أريكه الصالون الصغيره ....
كنت على يقين من أنها سوف تفعل مابوسعها حتى أترك العمل وألوذ بالفرار ... فقد قسمت ساعات عملى على ورديتين ..
أربع ساعات فى الظهيرة .. ومثلهم فى المساء .. حتى ترهقنى ذهابا وإيابا .. ثم أسندت إلى مهمه إحضار إحتياجات المطبخ
من المخزن .. والذى صادف انه يقع فى عماره بالشارع الخلفى .. وكنا فى فصل الشتاء .. والبرد قارص .. وكان على
الذهاب إلى هناك .. عشرات المرات فى اليوم الواحد .. لحمل الصناديق الثقيله وتفريغها وتزويد المطبخ بما يحتاجه منها ..
لم يضايقنى ذلك .. فقد كنت لأفعل نفس الشئ لو كنت فى مكانها .. المهم عندى هو أن أكتشف أخطاؤها .. وأصل إلى سبب
عدم رضاء أصحاب العمل عنها .. ورغبتهم فى الإستغناء عن خدماتها ...
الأمر الذى لم يكن ليحتاج منى غير يوما واحدا من العمل معها .. أو يومين على الأكثر ....
ولكنى .. وبعد أن قضيت سبعه أيام كامله فى مطبخها .. لم أستطع أن أجد خطأ واحدا ...
كانت إنسانه هادئه جدا .. راقيه فى معاملاتها .. تحترم الجميع .. والجميع يحترمونها .. طاقمها كله من الفتيات .. كل
واحده فى قسمها .. تعرف مالها وماعليها .. مطبخ نظيف وهادئ .. لا ضجيج ولا صياح .. العمل يسير فى سلاسه ..
الأهم من كل ذلك .. أنها قد إختارت المطبخ التركى .. بجميع أطباقه الرائعه .. وتخصصت فيه .. فأصبحت من القلائل
الذين يتقنون هذا النوع من الطعام .. حيث أنها عاشت فى تركيا فتره طويله .. وتزوجت من رجل تركى .. وزوجها هو
مدير المطعم .. وهو الذى يحضر لها التوابل التركيه اللازمه لعملها ...
إحترت فى الأمر .. فإتصلت بواحد من أصحاب العمل .. وأخبرته بأننى لا أجد أى عيب فى المطبخ .. أو فى كبيرة الطهاه ..
فأخبرنى أن مشكلتهم تكمن مع مدير المطعم .. ويريدون طرده .. ولكنهم يخشون أنه سوف يأخذ زوجته معه ....
لم أصدق ماأسمعه ... وطلبت منه أن ألتقى معهم فى السادسه من مساء اليوم التالى .. لأبلغهم قرارى ...
كنت قد عزمت على التحدث معها أولا ... أحسست أن من حقها أن تعرف مايحدث ... المهنيه تحتم على أن أساعد
زميله تقوم بواجبها على أكمل وجه ... بلا تقصير أو إهمال ...
طلبت منها أن نجلس سويا لنتحدث .. أخبرتها الحقيقه كاملة .. وأخبرتها أننى لن أقبل عرض أصحاب العمل ... لأننى
أرى أنها تقوم بعمل رائع .. ومتميز .. وأن نجاح هذا المكان وشهرته .. قائم على مجهوداتها هى .. وعلى إخلاصها
وتفانيها فى عملها .. وعلى أطباقها الرائعة ... وعلى حسن إدارتها .... وأنه سيكون من المؤسف كل الأسف .. أن يذهب
كل ما قامت ببنائه على مدار عام كامل .. هباء ...
وطلبت منها أن تجلس مع أصحاب العمل .. وتجد حلا لمشكلتهم مع زوجها .. وأن تحافظ على النجاح الذى حققته ...
وقمت بتوديعها فى نفس الصالون الصغير الذى قابلتها فيه لأول مره ... وأخبرتها أنه كان شرف لى العمل معها ...
عدت إلى منزلى ... وإتصلت بصديقى .. رئيس نقابه الشيفات .. وأخبرته بالقصه كاملة .. وأخبرته بقرارى ..
كانت زوجتى تستمع للحديث .. وقد إشتاطت غضبا ....
كانت ترى أننى لا أخذ فى الإعتبار حاجه الأسره إلى الدعم المادى المتواصل .. وأننى أعيش فى مثاليه وهميه لم يعد
لها وجود ... وأن الناس تحترم صاحب المال وليس صاحب المبادئ ... وأن واجبى كرب أسره أن يكون إيمانى ..
وحرصى .. هو أن يكون لى عمل دائم يلبى إحتاجاتنا الماديه .. فالمبادئ لا تطعم الأفواه الجائعه .. ولا تدفع إيجار
المنزل .. ولا تسدد الفواتير المتأخره ...
لم تكن المره الأولى التى نتشاجر فيها لنفس السبب ... فقد كنت دائم الخلاف مع أصحاب العمل .. وكنت دائم التنقل من
عمل لأخر ... لأسباب متعدده ....
ذهبت إلى الموعد ... أخبرت أصحاب المطعم بقرارى .. ورجوتهم ألا يفرطوا فى رئيسه الطهاه .. وأن يجدوا حلا لمشكله
زوجها ... إن كانوا يريدون المحافظه على المكانه التى وصل اليها مطعمهم .....
تذكرت وأنا عائدا إلى منزلى .. كلمات أمى رحمها الله .. أنت فاشل .. أخواتك عملوا لنفسهم حاجه وأنت لأ ....
أمى كانت على حق ... وزوجتى على حق ... ولكنى لا أستطيع أن أتغير ..
هكذا وجدت نفسى .. على قدر محدود من الذكاء .. لا يسمح لى بغهم الأشياء إلا بمعايير باليه .. قد عفا عليها الزمن ...
ولكنى عندما أضع رأسى على الوساده ليلا .. أقول لنفسى .. اليوم لم أظلم أحدا .. شكرا لله ...
فقط على أن أتذكر هذه المرة .. عندما أحصل على عمل ... أن أشترى سريرا صغيرا .. أضعه فى غرفه المكتب ...
فلم أعد أتحمل النوم على أريكه الصالون الصغيره ....